على مسرح الحياة كان لنا لقاء مع أبطال هذه الصفحة هم ليس بالأصدقاء ولكن جمعتهم الأقدار كي يكون كذلك
بهجة .. شريف .. أمين هم أبطال حكايتي
بهجة
شاب في الثلاثون من العمر نحيل للغاية .. أنامله طويلة مرتعشة من كثرة شرب السجائر لا وجود للبهجة في حياته .. متذمر من الحياة وكاره كل القوانين .. كقانون المرور الذي يتعدى عليها دائما بحجه أنه من يعرقل حياته ... ومع كثرة المخالفات المرورية قرار بيعه سيارة الصغيرة لعيش في زحمة الحياة مع كل المارة .. يبصق على الأرض كثيرا من التذمر الدائم وهو معروف انه لا يعجبه العجب .
شريف
اسم فقط أما الشرف لا يعني له ألكثير .. شاب في الرابعة والثلاثون طويل القامة حنطي اللون يمتلك من الجاذبية ما يجعل الفراشات تحوم حولها .. وعندما يقبض عليهن يفتت أجنحتهم بكل استمتاع ويرميها في مهب الريح .
حياته عشوائية رغم تميزه بالذكاء وشدة انتباه .. فهو رجل لا يعرف غير الاستمتاع بالحياة وفي كل صورها .. يتجنب الازدحام والأصوات العالية .. والمضحك انه مقتنع انه دائما على صواب حتى انتمائه للوطن لا يعرف عنه ما يثير الكلام فهو موطن ويكره الأرض التي ينتمي إليه ، ولو صح له أن يكون جاسوسا عليها لفعل ذلك .
أمين
شاب في الثامنة والعشرون ذكي يتميز بشدة اقتناء الكتب وتحليلها .. هادى الطباع بشرته شديدة البياض ، وبسببها يتجنب الناس ، فالخشونة والاسمرار من مزايا الرجال كهذا كان يسمعهم حتى نُقشت هذه الحروف في نفسه ما جعله يهرب من الوطن .. فأختار الكتاب صديقا له ، وكان أمينا لكل ما يقرأ ويحفظ من الشعر .. اتسمت شخصيته بالحنين الدائم للوطن .. فسجل كل الحب من خلال الندوات الشعرية التي يترجمها للغرب للتعرف على شعراء العرب .
خرج بهجة كالعادة مسرعا ، ويبصق على الأرض من شدة تدمره ، وهو مارا بأحد المكاتب يخرج أمين حاملا مجموعه من الكتب .. ودون انتباه اصطدم ببهجة الذي اسمعها سيل من الكلمات الجارحة معتقدا انه أجنبي ودون أن ينتبه لعناوين الكتب التي كلها عربية قال بهجة : أكثر ما اكره هنا قوانينكم !!
التفت أمين بكل طيبة خاطر وقال : لماذا يا سيدي أليست قوانينهم هي من جعلتهم محترمين ولهم مكانه ؟؟
اخذ بهجة نفس عميق وكأنه تذكر شيء كبير وقال : الأخ عربي ؟
أجاب أمين نعم
بهجة :مرحبا بك واعتذر عن كل ما سمعت
أمين : لا تعتذر كلنا نعاني الغربة واسمح لي أن أجمع الكتب من الأرض
بهجة مبتسم : بل أنا من يرفعها لو سمحت
أمين : شكرا لك
وذهب بهجة وهو يستغرب كيف عرفت الابتسامة طريقها إليه ؟
عاد أمين مع كل الكتب وتذكر الرجل العربي الوحيد الذي التقى به في بلاد الغرب منذ انا جاء إليها من سنين