آشور/ تلـول العقريسمونها هكذا(تلول
العقر)ولاادري منذ متى الحق بها هذا الاسم ومن هو الذي الذي اعلن عنها هكذا
(تلول العقر)هي منطقة آثريه تنام بوداعة عند حافة الضفه اليسرى لنهر دجله
تحكي قصة القرون البعيده مثل كل الاماكن الاثريه في العالم.في سجلات هيئة
الآثار العراقيه وفي حقل المواقع اللآشوريه تدعى(كارــتوكلتي
الأول)و(كار)في اللغه السومريه تعني (حصن)فتصبح عندئذ(حصن ـ توكلتي ننورتا
الأول)فمن هو توكلتي ننورتا الأول؟!
لمعرفة ذلك علينا ان نغترف
اولا من من المنابع الأولى،والمنابع الاولى هي مملكة آشور أو قلعة آشور
أوقلعة شرقاطوالتي يعزى بناءوها للملك الآشوري (أشبياــاكثر من الفي سنه
قبل الميلاد)العاصمه الأولى للآشوريين في العالم.والآشوريون قبائل بدويه
نزحت من سومر بفعل اضطرابات حصلت في الازمان السالفه متجهة الى الشمال
لتؤسس مملكه عتيده شغلت العالم آنذاك واخضعته لحكمها لأزمان طويله بعدما
ازاحت (السوبارتيون)عن هذا المكان،والسوبارتيون هم قبائل بدويه هندوأوربيه
نزحت من الجبال واتخذت من هذا المكان مركزا لها منذ زمن مجهول الى ان غزتهم
آشور فروضت قسم منهم وأشرتهم والقسم الآخر قتل او طرد.كان ذلك بين
2800ــ2300 ق.م
نصب الملك (شمشي أدد Shamshi-Adad )نفسه ملكا
لآشور(يقال ان ثمانية وثلاثون ملكا قد سبقوه في حكمهاحسب لوائح ملوك آشور
ولكننا لم نجد شيئا يتحدث عنهم)و(شمشي أدد Shamshi-Adad )الملك له الفضل في
تشييد المملكه وبناء تحصيناتها الأولى وحاول آنذاك توسيع مملكته فأضاف لها
( نينوى Nineveh ) من الشمال ،ومن الشرق( أرابخا Arrapkha )تل عرفه في
كركوك حاليا و( أرباايلو Arba-Elu ) أربيل حاليا ثم توفي عام 1781
ق.م.استولى على آشور الملك البابلي حمورابي عام 1760 ق.م فغزا الملك
الآشوري شلمنصر بلاد بابل واستولى عليها عام1273 ق.م واستولت آشور ايضا على
بابل عام 1240 ق.م ثم استولى الآراميون على آشور ولكن آشور استولت على
فينيقيا عام 774 ق.م وصور عام 734 ق.م والسامره عام 721 ق.م فقام سرجون
الثاني بأسر اليهود في اورشليم عام 701 ق.م وفي عام 686 ق.م قامت آشور
بتدمير بابل الى ان انطفأت الاضواء الأخيره لهذه المملكه التي دانت لها
ممالك الارض على مدى آلاف السنين عندما غزاها الملك البابلي نبو خذنصر عام
612 ق.م بجيش من البابليين والميديين والسكوذيين فهدمو القلاع والحصون
وخربو نينوى واحرقو مكتبة آخر ملوكها آشور بانيبال.....ياألهي كل ذلك حدث
في هذه الخرائب
تعاقب على حكم مملكة آشور الكثير من الملوك ولأن
بحثنا هنا محصوربعنوانه فلابد ان نقفز الى مايخص السيد(توكلتي ننورتا
الأول)على اعتبار انه المؤسس لهذه المملكه (كار ـــ توكلتي ننورتا الأول)
والتي ــ مثل كل الآثار في العالم ــ تنام بوداعه عند الضفى اليسرى لنهر
دجله في قرية النايفه مقابل قضاء الشرقاط جنوب الموصل 90 كم على بعد 3 كم
عن قلعة آشورالعاصمه الأولى لللآشوريين في العالم.
الملك (توكلتي
ننورتا الأول) هو أبن الملك ( شَلمّنَصَّر الأول 1274 - 1245 ق . م )أبن
الملك ( أداد نيراري الاول 1307 - 1275 ق . م ) عندما تسنم عرش المملكه حرر
مدينتي عرفه ورابق من يد الملك البابلي كاستيراش وتوجه نحو بابل فأستولى
عليها ونصب عليها حاكما لأدارة شؤونها الا انه لم يبق فيها سوى سبع سنوات
حيث طرده الملك البابلي
( أدد شُمَ ادينا ) وبعد عودته الى مملكته
الأولى آشور شيَّدَ له عاصمة جديدة عبر النهر الى الشمال غير بعيدة عن آشور
التي يُقال أنه نَفُرَ منها ، وأطلق عليها (كار تكولتي ننورتا ) وإثْرَ
مؤامرةٍ عائلية اُغتيلَ من قبل إبنِهِ آشور نادن ابلي.
اذن نعود
الى الحصن/المملكه (كار ـــتوكلتي ننورتا)،مجموعة تلول متباينة البعد
والارتفاع عن بعضا تتخذ من الضفه اليسرى لنهر دجله مكانا لها في منطقه
تقارب مساحتها المليون متر مربع كما يؤكد خبراء ألآثار هناك وعندما تقف
هناك قرب الخرائب التي كانت فيمامضى مملكه ستشعر حتما بأحساس غريب هو مزيج
من الفرح/انك تتجول في أماكن جديده عليك، والألم/لأن هيئة ألاثار كأن الأمر
لايعنيها فلاتفكر بالتنقيب او الأهتمام ،والدهشه/لأنك ترى أشياء نابضه
بالحياة رغم جمودها وكأن الملك سيخرج فجأة ليأمر رجاله بالحرب او البناء
،كل هذه الأشياء تمنحك رؤيه جديده للعالم.
التل الأوسع حجما
وارتفاعا عند حافة النهر تماما:مجرد تل ترابي يتخذ شكل القلاع،ليس هناك اي
أثر على بناء اوشيء من هذا القبيل،ولكن،من جهته الشماليه يثقبه نفق محفور
بأتقان نحو جهة الجنوب تبدو من خلال جوانبه نوعية اللبن الذي شيد به قصر
الملك توكلتي ننورتا الاول،اذن هذا هو قصر الملك،وعلمنا فيما بعد ان المنقب
الآثاري (عبد محمد جرو)
مسؤول مفتشية آثار الشرقاط هو الذي قام
بهذه التنقيبات قبل عدة سنوات مع طاقم حفارين لأجل كشف التراب عن القصر
الملكي ولكن لعدم وجود الدعم المادي توقف العمل. على بعد خطوات والى الشمال
من هذا التل /القصرهناك حفريات قديمه بمساحة 400 متر مربع تقريبا وبعمق
متر واحد تقريبا قام عالم الآثار الألماني اندريه عام 1904 بتنقيبها تكشف
عن قصر كبير أخر يمكنك ان ترى أسس الغرف والارضيات المفروشه بالسيراميك
الذي لازال يحتفظ بجماله والوانه النادره وكأنه صنع للتو ويمكنك ايضا ان
ترى عظام الشعب الآشوري مخلوطه بكسر فخاريه وافواه جرير وقواعد صحون وقاني
عطور من الفخار طبعا.في منتصف القصر هناك قبر منقب قديم يعتقد ،انه قبر
الملك حيث نقب الألمان هنا قبل عقود.وفي جوانب احد أسس الغرف هناك ايضا
مكان لقبر منقب .حفريات قريبه الى الشمال ايضا تقل اهمية عن هذا المكان من
خلال تصميم وحجم أسس البناء،اما التلال الأخرى فصارت مغارات للثعالب وبنات
آوى.
عندما تتسلق التل الأكثر ارتفاعا والأوسع حجما يمكنك ان ترى
بالعين المجرده وبوضوح تام قلعة آشور الى الجنوب قليلا وكأنها بمتناول
اليد.وعندما تفكر بتأجيل زيارتك لهذا المكان عليك ان تتذكران الألمان قد
سبقوك الى هناك من اطراف الدنيا قبل اكثر من مائة عام وعليك أيضا ان تشكر
تقلبات الزمن التي جعلت الملك توكلتي ننورتا الأول ينفر من العاصمه الأولى
فلايبعد كثيرا ليضيف مملكة جديده الى تاريخ آشور أسمها (كار ـــتوكلتي
ننورتا الأول)