ضوء القمر
الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 209 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 24/06/2011 الموقع : https://faisal.forumarabia.com المزاج : مرح
| موضوع: قصة البحث عن كوكب البركان الإثنين أغسطس 22, 2011 1:10 am | |
| قصة البحث عن كوكب البركان
الـجـزء الاول :
تبدا هذه القصه من قرية صغيرة تبعد عن باريس 100 كم تسمى "اورجيرسي" وكان يعيش في تلك القرية طبيب يدعى " ليسكاربولت" و كان فلكيا هاويا بنى مرصدا صغير على سطح بيته .
وفي يوم 26 مايو 1859 كان الدكتور " ليسكاربوت" اقتطع عدة دقائق من عمله لمراقبة الشمس وعندما كان يشاهدها من خلال التلسكوب لاحظ ظهور بقعة بقرب الحافة العلوية اليسرى من قرص الشمس ثم تتحرك ببطء إلى الأسفل. لقد راقب بشغفو لانه كفلكي خبير كان يعلم أن مايراه ليس بقعه شمسية وبعد ذلك نودي عليه لعيادة مريض ، ولكن عندما عاد كان الجسم لا يزال في موقعه متحركا ببطيء عبر قرص الشمس .
وقد راقبه لعدة ساعات حتى اختفى. ولقد مضى وقت حتى يناير عندما تبين لطبيب القرية أن ماراه يمكن أن يكون كشفا فلكيا بالغ الأهمية ، فقد أعلن العالم الفلكي الفرنسي البير اوربين جين جوزيف ليفريير عن نظرية يمكن أن تشرح مشكلة كوكب عطارد والذي لا يتصرف وفق تنبؤ العالم اسحق نيوتن وبدا أن شيئا يشوش حركته لدى دورانه عبر السماء .
قال ليفريير ان عطارد يتشوش بسبب جسم مجهول يقع بينه وبين الشمس ولم يكن بالإمكان رفض نظريته لانه تنبا بموقع كوكب نبتون قبل ذلك بثلاث عشر سنه وذلك بدراسة عدم الانتظام في مدار اورانوس وأدت حساباته إلى كشف كوكب نبتون.
عندما سمع " ليسكاربوت" بنظرية "ليفريير" تبين له ان القرص الأسود الذي شاهده متحركا عبر قرص الشمس يمكن ان يكون الجسم المطلوب ، وبعفوية وبراءة أرسل مضمون مشاهداته للفلكي الكبير و أوضح انه لم يكن يرغب في الحديث عن المشاهدة في وقت مبكر لانه لم يكن باستطاعته القيام برصد آخر لتأكيد المشاهدة.
وعلى الفور توجة "ليفريير" من باريس للتحقيق مع الطبيب وقد قطع 19 كم سيرا على الأقدام من اقرب محطة للقطار وبالمناسبة فان "ليفريير" كان معروفا بأنه من اكثر الرجال فظاظة في التاريخ وعندما وصل منزل الطبيب كان في حالة عارمة من الغيظ.
ان المقابلة التي تبعت ذلك يلخصها كتاب فلكي من القرن التاسع عشر "
عند وصوله لمنزل الطبيب المتواضع رفض التعريف عن شخصه ولكن بسلوك فوقي ولهجة رسمية بدا حديثة : إذن أنت أيها السيد من يدعي انك شاهدت الكوكب بين عطارد والزهرة وارتكبت إساءة كبيرة بكتمانك موضوع كشفك لمة تسعه اشهر . انني احذرك انني جئت هنا بغية مقاضاتك بادعاءاتك وللبرهان على انك غير امين او انك قد خدعت.
إذن اخبرني ماذا رأيت . شرح الطبيب بعد ذلك ما شاهده ودخل في كل تفاصيل اكتشافه . وعند شرحة للطريقة التقريبية التي تبناها للتأكد من وقت المشاهدة الأولى سال الفلكي عن الميقاتية التي كان يستعملها الطبيب وكانت دهشته بالغة عندما ابرز الطبيب له ساعة يد قديمة فيها عقارب دقائق فقط وشرح الطبيب ان تلك الساعه لازمته في رحلته العلمية واضاف انها لا تعتبر دقيقة للغاية من اجل تغطية تلك التجربة.
وكانت النتيجة ان "ليفريير" وقد بدا يستنتج ان الموضوع برمته اما هو سوء تقدير او خدعه ، تساءل بحرارة : هل هذه الساعة القديمة التي تبين الدقائق فقط تتجرا على الحديث عن حساب الثواني ، ان شكوكي ألان اصبح لها أسس متينه و أجاب " ليسكاربولت " على ذلك بان لدية نواس يعد له الثواني وهو عبارة عن كرة عاجية مربوطة بخيط حريري ، وهو مربوط بمسمار وبذلك ينوس ولدى مقارنته بالساعه تبين انه يقيس الثواني بدقة مرضية ، لقد تعجب " ليفريير من كيفية معرفة عدد الثواني واجاب " ليسكاربولت " انه لا يجد صعوبة في ذلك ، فهو قد تعود الإحساس بالنبضات وعد النبض ، وهو بنفس البساطة يستطيع استخدام نفس المبدأ مع النواس.
وهكذا استمرت المقابلة والحوار وقد تعرض تلسكوب الطبيب للفحص وكذلك مذكرات الطبيب التي تذكر المشاهدة وهذه المذكرات كانت ملوثه بالشحم والمستحضرات الطبية وحتى حسابات ليسكاربولت لبعد الكوكب عن الشمس كانت مكتوبة على لوح خشب ، فان ليسكاربولت الذي لم يكن لدية ورق كان يكتب حساباته على الخشب ثم يمحو ليكتب حسابات جديدة ، و أخيرا اقتنع ليفريير وعاد إلى باريس لأذاعه الاكتشاف.
ويمكن التنبؤ بان ذلك سبب حساسية في العالم واصبح الفلكيين شغفين وينتظرون بلهفة فرصة رؤية الكوكب الجديد الذى سماه ليفريير " البركان " وهكذا فيبين 29 مارس و 7 أبريل 1860 أي بعد سنه من مشاهدة ليسكاربولت وجهت مراصد العالم على أمل العثور على ذلك الكوكب الجديد دون جدوى وفق التنبوءات الفلكية ، ولكن لم يرى أحد أي اثر للكوكب.
لقد اصبح الفلكيون المحترفون في وضع غير مريح وبعضهم بدا يشكك بوجود كوكب البركان وعلى الرغم من ذلك استمر ليفريير في إجراء حسابات تفصيلية للكوكب لم يشاهده هو نفسه، لقد تجمعت أحيانا تقارير متفرقة من الهواة مثلا " ريشارد كوفينغتون " الذي ظهرت ملاحظاته في مجلة الــ (سيانتيفيك اميركان ) الامريكية ومفادها مايلي :
لقد كنت قاطنا في منطقة واشنطن في تلك الاونه وكنت اعمل على مرج يبعد عدة اميال عن قلعه فانكوفر على نهر كولومبيا . كان هناك سلسله من الجبال على بعد ومن خلفها بلغت الشمس ارتفاع 30 درجة فوق الأفق ، عندما فاجاني صبي بسؤلة : ما بال الشمس ، وعندي النظر اليها رايت كوكبا مستديرا تماما ، انها بقعة سوداء واضحة وراقبت تحركها حتي نهايته باستخدام تلسكوب وذلك بالزر بعين واحدة خلال فترات قصيرة جدا.
يـتـبـع ......
| | |
|
ضوء القمر
الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 209 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 24/06/2011 الموقع : https://faisal.forumarabia.com المزاج : مرح
| موضوع: رد: قصة البحث عن كوكب البركان الإثنين أغسطس 22, 2011 1:12 am | |
| الـجـزء الـثـانـي :
في عام 1877 مات الفلكي " ليفر يير " ولم يتحقق طموحة بإثبات وجود كوكب البركان ودفاعه عن الموضوع أهمل. ولكن تجدد التخمين عام 1878 عندما أذاع فلكيان انهما رأيا كوكب البركان خلال كسوف الشمس في يونيو من ذلك العام
الأول كان "جيمس سز واتسون " من جامعه ان اربر في ميتشيغان والذي اكتشف عدد كبير من الكويكبات ، والذي كان شغفا بكوكب البركان وقرر أن يبحث عنه خلال الكسوف، حيث أن الكسوف هو احسن فرصة لرؤية الأجسام القريبة من الشمس إذ حتى اصغر واكثر الأجسام خفوتا ستتوفر لها فرصة الظهور عند حافة القرص المظلم وهكذا كان " جيمس " ارتحل صيف عام 1878 الى " البادلاندس في مقاطعه وايومينغ ، وهو المكان الذي حسب انه سيكون بإمكانه منه رؤية احسن مشهد للكسوف .
وصل إلى موقف على خط حديد اتحاد الباسيفيك في مكان اسمه "الفصل" على بعد 21 كم غرب بلدة رو لينز ، وهذا المكان ليس موجودا ألان . على كل حال في يونيو 1878 كان هذا المكان ( الفصل ) مهم ومشغول ليس فقط بسبب قدوم واتسون لمشاهدة الكسوف ولكنه كان مكان المخيم لبعثه البحرية الأمريكية لمراقبه الكسوف برئاسة احد الفلكيين المعروفين في ذلك الوقت وهو " سيمون نيوكومب" .
نصب واتسون تلسكوبة بجانب السكة الحديدية بقرب الفلكيين الآخرين ، لقد كان الجو عاصفا وكان يجب و وضع مصدات رياح لحماية التلسكوبات من الغبار ولكن عندما حان وقت الكسوف الكلي عمل الفلكيون بشكل محموم لإنجاز الأرصاد التي خططوا لها وفي منتصف الحدث لاحظ واتسون فجاه جسمين في برج السرطان لم يظهر على خرائطه الفلكية . ترك تلسكوبه وسارع إلى الروفسور " نيوكومب" طالبا منه التأكد انه راهما أيضا. ولكن الوقت كان يمضي بسرعة ولما كان " نيوكومب " لا يعتقد بوجود كوكب البركان ابعد واتسون بشكل سريع وتابع عمله .
وقد مضى مدة طويلة اكتشف واتسون انه لم يكن الوحيد الذي شاهد الجسمين اذ بدأت الرسائل تظهر في المجلات العلمية من الدكتور لويس سويفت من روشستر نيويورك. تقول احدى هذه الرسائل : خلال الكسوف الكلي الأخير ، كما شوهد من دنفر – كولورادو شاهدت جسما سماويا غير موجود في خرائط " ارجيلاند " والذي باعتقادي وبدون أدنى شك هو كوكب البركان المبحوث عنه.
اصبح واتسون مشهورا وتهافتت عليه الصحافة . وكذلك المجلات العلمية كانت حريصة على تهنئته وتهنئة سويفت ، مثل مجلة المرصد التي ليس لديها أي شك في تقريرها عن الكسوف حديث ذكرت : إن اكبر إنجاز كان اكتشاف الروفسور واتسون والسيد سويفت لما يبدو الكوكب الداخلي لعطارد المبحوث عنه طويلا.
ولكن رد الفعل الناقد لم يتأخر كثيرا وفي عام 1880 عندما مات واتسون بذات الرئة بينما كان يبني تلسكوبه لمتابعة بحثة عن كوكب البركان ، كان معظم الفلكيين مقتنعين بأنه اخطا وارى نجم " ثيتا كانسري " عوضا عن كوكب البركان من خلال رغبته لبرهان وجود الكوكب المجهول .
وعلى الرغم من إن عددا من الفلكيين المحترفين تابعوا بعد واطسون مسح السماء بحثا عن كوكب البركان فان أيا منهم لم يرى هذا الكوكب الوهمي وعندما اعلن اينشتاين نظريته النسبية العامة عام 1915 كانت الشذوذات القليلة في حركة كوكب عطارد والتي الهمت " ليفريير " نظريته ، قد فسرت تماما على ضوء النظرية النسبية العامة ، إذ أن لا مركزية مدار هذا الكوكب كان سببها الحقل التثاقلي للشمس ، وهكذا ماتت احلام ليفريير للبحث عن كوكب بين عطارد والشمس .
"ريتشارد بوم" وهو فلكي هاوي بريطاني والذي آجري دراسة وافية لموضوع كوكب البركان يرى الموضوع على الشكل التالي ( بعض الفلكيين في أواخر القرن التاسع عشر اسموة كوكب العواطف ، اعتقد انهم وضعوا إصبعهم بالضبط على زر البدء. انه كان كوكب العواطف ، عواطف رائعة ومتمددة مثل بحث الفلكيين عن الكأس المقدسة على اقرب تشبيه ، لقد كان الأمر كما لو ان السماء كانت تسخر منا طوال الوقت انه باستطاعتنا البحث عن اثار كوكب البركان في السماء الى الابد ولكن هذه الاثار هي اثار واشباح ليس الا.)
ولكن إذا استطاع اينشتاين إثبات أن نظرية " لبفريير " عن شذوذ مدار كوكب عطارد كانت نظرية خاطئة ، إذا فما الذي راة الدكتور " ليسكاربولت ، ربما كان أحد الكويكبات الموجودة بين المريخ والمشتري وتحرك إلى ساحة نظرة وهكذا اخطا طبيب القرية موقعه في المجموعة الشمسية وافتراضه بين عطارد والشمس ومن جهة أخرى ربما كان بعد كل ذلك كوكبا جديدا. إن مراقبة الكسوف لم تعد كالسابق . فالفلكيون لم يعودوا يحدقوا في الشمس المظلمة بحثا عن شيء غير مألوف فهم يستخدمون آلات تصوير ويدرسون بعد ذلك الصور الملتقطة .
الدكتور هنري س كورتين من كلية داولنغ في لونغ ايلاند وبينما يدرس الصور الملتقطة أثناء كسوف البرازيل عام 1966 وفي المكسيك وكارولينا الشمالية عام 1970 لاحظ بقايا آثار ضوئية غامضة اعتقد انها جسيمات صغيرة بجوار الشمس. إن الآثار قليلة الوضوح وخافته ولكن كورتين رفض إمكانية أن تكون البقع بسبب لوحات التصوير نفسها مما دعاة الفلكيون ( نجوم كوداك ) .
إن البحث عن كوكب البركان قد طال سمعه عدد من الناس ، لذا فان بحث كورتين بحث متحفظ ولكنه يقبل انه ربما استطاع تصوير بقايا كوكب صغير تفتت حديثا . ربما هذا الكوكب ليس الكوكب الذي حاول بواسطته ليفريير تفسير " الشذوذ" في مدار كوكب عطارد ولكنه ربما كان القرص الصغير الأسود الذي راة طبيب القرية في فرنسا في ظهر ذلك اليوم الربيعي من عام 1859 والذي سبب اكبر عملية بحث في تاريخ علم الفلك : البحث عن كوكب البركان
| |
|