ċــرِيبْ الـנآآرْ
الهواية : المهنة : اوسمتي : عدد المساهمات : 491 السٌّمعَة : 12 تاريخ التسجيل : 25/07/2011
| موضوع: التوبة وسعة رحمة الله تعالى الإثنين يوليو 25, 2011 11:39 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
==============================
التوبة وسعة رحمة الله تعالى ******************************* حسن صالح الخالدي
[size=25]الخطبة الأولى :
الحمد لله ، يغفر الزلاّت ، ويقيل العثرات ، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ، أحمده سبحانه وأشكره ، وأتوب إليه وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله ، المؤيَّد بالمعجزات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد : فاتقوا الله عباد الله واستقيموا إليه واستغفروه أيها المسلمون : يحيط بالإنسان أعداء كثر ، من شياطين الإنس والجن ، والنَّفس الأمَّارة بالسوء ، والهوى ، كل أولئك يدعونه إلى الشهوات ، ويقودونه إلى بحار الخطيئات ، فيقع المسكين في صغائر الذنوب وكبائرها ، فيشعر بضيق وحرج ، وشعور بالذنب والخطيئة. ولكنَّ الله العليم الحكيم ، الرؤوف الرحيم ، فتح لعباده أبواب التوبة ، ودلَّهم على الإستغفار ، ومن فضله وكرمه أنه يبدِّل سيئاتهم حسنات ( وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً{27} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً )
أيها الإخوة : في مستدرك الحاكم من حديث جابر رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يقول: واذنوباه ، واذنوباه ، واذنوباه ، فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( قل : اللّهم مغفرتك أوسع لي من ذنوبي ، ورحمتك أرجي عندي من عملي ) فقالها الرجل ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعد ، فأعاد ، ثم قال له : أعد ، فأعاد ، فقال له صلى الله عليه وسلم : ( قم فقد غفر الله لك ) 0 إن التوبة الصادقة تمحو الخطيئات مهما عظمت ، ولا أعظم من الكفر ، ومع ذلك قال الله في الكفار ( قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ ) ولا أعظم من قتل الأنبياء ، وممن قال :إن الله ثالث ثلاثة ، وممن قال : إن الله هو المسيح بن مريم ، فهذه أمثلة كفر وظلم ، ظلمات بضعها فوق بعض ، ومع ذلك ناداهم ربنا جل جلاله وقال ( أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
أيها الإخوة: لقد فتح ربنا أبوابه لكل التائبين ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، وقد قال ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وفي الحديث القدسي ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم 0
كم من الناس ممن كان من إخوان الشياطين ؟ فمنَّ الله عليه بتوبة ، محت عنه ما سلف وكان ، فصار قوَّاماً صوَّاماً قانتاً لله ساجداً وقائماً كم من الناس ممن كان هاجراً للصلاة ، بعيداً عن المسجد ؟ فمنَّ الله عليه بتوبة ، فأصبح من أهل الصلاة ومن عمَّار المساجد ، فلله الحمد والمنَّة كم من الناس ممن كان سيء الخلق شرس الطباع يهتك في أعراض المسلمين وحرماتهم ؟ فمنَّ الله عليه بتوبة ، فأصبح مراقباً لله في السرِّ والعلن ، يخشى الله تعالى في الغيب والشهادة إن التوبة معناها : نعمة من الله عليك يا ابن آدم ، أعطاك وحرم غيرك منها ، أعطاك التوبة لترتاح ولتسعد وتهنأ بالعيش في الحياة الدنيا وفي الآخرة . التوبة معناها : غسل للذنوب والمعاصي بماء التوبة والإستغفار ، فإن الله يحب التوابين ويحب المستغفرين وفي الحديث : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : أحدنا يذنب قال : يُكتب عليه قال الرجل : ثم يستغفر من الذنب قال : يُغفر له ويُتاب عليه قال الرجل : ثم يعود ويذنب قال : يُكتب عليه قال الرجل : ثم يستغفر من الذنب قال : ( يُغفر له ويُتاب عليه ، ولا يملّ الله حتى تملَّوا ) والحديث أخرجه الحاكم بسند صحيح ووافقه الذهبي وسئل علي رضي الله عنه قيل له : العبد يذنب قال : يستغفر الله ويتوب إليه قيل : فإن عاد إلى الذنب قال : يستغفر الله ويتوب إليه قيل : فإن عاد إلى الذنب قال : يستغفر الله ويتوب إليه قيل : حتى متى ؟ قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور وقيل للحسن رحمه الله : ألا يستحي أحدنا من الله ، يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، قال : ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا فلا تملُّوا من الإستغفار
أيها المسلمون : من تدنّس بشيء من قذر المعاصي ، فليبادر بغسله بماء التوبة والإستغفار ، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين إن العبد إذا اتجه إلى ربه بعزم صادق ، وتوبة نصوح ، موقناً برحمة ربِّه ، واجتهد في عمل الصالحات : دخلت الطمأنينة قلبه ، وارتاحت نفسه ، وانفتحت أمامه أبواب الأمل ، واستعاد الثقة بنفسه ، واستقام على الطريقة الصحيحة ، واستتر بستر الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) اللهم اغفر ذنوبنا أجمعين ، واقبل توبة التائبين ، واستغفار المستغفرين ، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ... أما بعد : فاتقوا الله أيها المسلمون واعلموا أن الناس على قسمين : القسم الأول : من الناس من يخدعه طول الأمل ، أو زهرة الشباب ، أو توافر النِّعم ، فيُقدِم على الخطيئة ويؤخِّر التوبة ، وما علم هذا المسكين أنه ما خدع إلا نفسه ، فهو لا يفكِّر في عاقبة ، ولا يخشى سوء خاتمة ، وقد يجيئه أمر الله على بغتة ، فتنفلت روحه ، وتخرج من جسده ولم يتب بعد ، وقد قال الله تعالى ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ) هذا قسم من الناس . أما القسم الثاني : فمن الناس مَن إذا أحدث ذنباً ، أو وقع في خطيئة ، سارع إلى التوبة ، وقد جعل من نفسه رقيباً عليها ، يبادر بغسل الخطايا بماء التوبة والإستغفار والعمل الصالح ، يقول الله تعالى في مثل هؤلاء ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{135} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) والآن أيها الإخوة : كلُّ واحد منّا : يسائل نفسه ويقول لها : يا نفس مِنْ أيِّ القسمين أنتِ ؟ يا نفس مِنْ أيِّ القسمين أنتِ ؟ يا نفس مِنْ أيِّ القسمين أنتِ ؟ ألا فاتقوا الله أيها المسلمون واستغفروه وتوبوا إليه اللهم صلِّ على سيدنا محمدوعلى آله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
منقول للافادة **********
دمتم في امان الله ورعايته[/size] | |
|
سر الإحساس
الهواية : المهنة : دعائك : اوسمتي : عدد المساهمات : 2008 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 23/06/2011 الموقع : الرياض المزاج : عادي ومطنش
| |
حنونه وعلى نياتي
الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 45 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 23/07/2011
| موضوع: رد: التوبة وسعة رحمة الله تعالى الثلاثاء يوليو 26, 2011 5:13 am | |
| شكراً لك وموضوعك جميل
تقبلي مني أجمل تحية | |
|
ضوء القمر
الهواية : المهنة : عدد المساهمات : 209 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 24/06/2011 الموقع : https://faisal.forumarabia.com المزاج : مرح
| موضوع: رد: التوبة وسعة رحمة الله تعالى الخميس أغسطس 04, 2011 2:06 am | |
| | |
|